Page 105 - Amna_ Hiat Arabic
P. 105

‫أوراق السياسات‬

‫عنوان الورقة‪ 	 :‬آليات تعامل المؤسسات الإصلاحية مع 		‬
             ‫			 انتشار الفيروسات والأوبئة‬

                                                 ‫إعداد‪ :‬د‪ .‬صدفة محمد محمود‬
                                                                      ‫ملخص الورقة‪:‬‬

‫اللازمة للســـيطرة على هذا التفشـــي»‪.‬‬           ‫المســـتجد ليـــس أول وبـــاء يمكـــن أن‬         ‫يوجـــد أكثـــر مـــن ‪ 10‬ملاييـــن شـــخص‬
‫و ُيم ّثـــل انتشـــار فيـــروس كورونـــا‬        ‫يهـــدد حيـــاة الســـجناء وصحتهـــم‪،‬‬            ‫ســـجين حول العالم‪ ،‬ويعاني السجناء‬
‫تحد ًيـــا خطيـــ ًرا لصحـــة المواطنين في‬       ‫ولـــن يكـــون الأخيـــر‪ ،‬فـــإن المؤسســـات‬     ‫والمحتجـــزون فـــي جميع أنحـــاء العالم‬
‫مختلـــف أنحـــاء العالم‪ ،‬وتـــزداد خطورة‬        ‫الإصلاحيـــة العربيـــة مطالبـــة بتبنـــي‬       ‫مـــن عـــبء أعلـــى الأمـــراض المعديـــة‪،‬‬
‫هـــذا الفيـــروس علـــى صحـــة الســـجناء‬       ‫خطـــة متكاملـــة للتعامـــل مع انتشـــار‬        ‫مثل‪ :‬فيروس نقص المناعة البشـــرية‪،‬‬
‫داخـــل المؤسســـات الإصلاحية‪ ،‬بســـبب‬           ‫الأوبئـــة والفيروســـات داخلهـــا‪ ،‬لا تقوم‬      ‫والتهـــاب الكبد الفيروســـي‪ ،‬والســـل‪،‬‬
‫العوامـــل الســـياقية داخـــل تلـــك‬            ‫علـــى الاســـتجابة الآنيـــة «الظرفيـــة»‬       ‫ومجموعـــة مـــن الأمـــراض المعديـــة‬
‫المؤسســـات‪ ،‬والتـــي مـــن بينهـــا‪:‬‬            ‫لانتشـــار الوبـــاء أو الفيـــروس‪ ،‬ولكنهـــا‬
‫الاكتظـــاظ‪ ،‬وتأخـــر التشـــخيص والعلاج‬         ‫تســـتند إلـــى مقاربـــة شـــاملة للوقايـــة‬                        ‫المنقولـــة جنســـ ًّيا‪.‬‬
‫أو نقصهمـــا‪ ،‬ومحدوديـــة فـــرص‬                 ‫مـــن هـــذه الأوبئـــة والفيروســـات ومنع‬       ‫وفـــي ظـــل تفشـــي فيـــروس كورونـــا‬
‫الوصـــول إلـــى المياه النظيفـــة والهواء‬       ‫انتشـــارها داخل المؤسسات الإصلاحية‬              ‫المســـتجد «كوفيد ‪ ،»19 -‬الذي صنفته‬
‫النقـــي‪ ،‬وعـــدم كفاية الصـــرف الصحي‪،‬‬                                                           ‫منظمـــة الصحـــة العالميـــة «وبـــا ًء‬
‫والتي ُتســـهم فـــي زيادة خطـــر انتقال‬                                        ‫العربيـــة‪.‬‬       ‫عالم ًّيـــا»‪ ،‬تتعالـــى الأصـــوات المطالبـــة‬
‫الفيروســـات والأوبئـــة بيـــن الســـجناء‪.‬‬      ‫ومـــع إعـــان الصيـــن فـــي ‪ 31‬ديســـمبر‬       ‫بضـــرورة اتخـــاذ المؤسســـات الإصلاحية‬
‫وتـــزداد احتمـــالات انتشـــار الفيروســـات‬     ‫‪2019‬م عـــن أول حالـــة إصابـــة بفيـــروس‬       ‫العربيـــة التدابير اللازمـــة للحيلولة دون‬
‫والأوبئـــة داخـــل المؤسســـات الإصلاحية‬        ‫كورونـــا المســـتجد‪ ،‬يواجـــه مختلـــف‬
‫أي ًضـــا مع زيـــادة فـــرص انتقـــال العدوى‬    ‫دول العالـــم مخاطر تفشـــي الفيروس‬                 ‫انتشـــار الفيـــروس بيـــن الســـجناء‪.‬‬
‫عـــن طريـــق الســـجناء الوافديـــن‪ ،‬أو‬         ‫بيـــن مواطنيهـــا علـــى نطـــاق واســـع‪،‬‬       ‫في هـــذا الإطـــار‪ ،‬اتخـــذت بعـــض الدول‬
‫مـــن خـــال أســـرهم وأصدقائهـــم‬               ‫وهـــو الأمـــر الذي دفـــع منظمـــة الصحة‬       ‫العربيـــة مجموعـــة مـــن الإجـــراءات‬
‫وكذلـــك الموظفيـــن العامليـــن فـــي‬           ‫العالميـــة إلـــى الإعـــان فـــي ‪ 30‬ينايـــر‬   ‫والتدابيـــر من أجل حماية الســـجناء من‬
‫تلـــك المؤسســـات‪ .‬بالإضافـــة إلـــى‬           ‫‪2020‬م‪ ،‬عـــن أن انتشـــار فيـــروس كورونا‬        ‫فيـــروس كورونا‪ ،‬وعلـــى الرغم من عدم‬
‫احتمـــال انتشـــارها مـــن خـــال عمليـــة‬      ‫ُيم ِّثـــل «حالة طـــوارئ صحية عامـــة ُتثير‬    ‫تأكيـــد أي دولة عربية‪ ،‬بشـــكل رســـمي‪،‬‬
‫نقـــل الســـجناء من مؤسســـة إصلاحية‬                                                             ‫وجـــود حـــالات إصابـــة بفيـــروس كورونا‬
‫إلـــى أخـــرى‪ .‬وفي ظـــل وجـــود أكثر من‬                                   ‫قل ًقـــا دول ًّيا»‪.‬‬  ‫بيـــن الســـجناء حتـــى الآن‪ ،‬فـــإن هنـــاك‬
‫عشـــرة ملاييـــن ســـجين حـــول العالـــم‪،‬‬      ‫وفـــي ‪ 11‬مـــارس ‪2020‬م‪ ،‬أعلنـــت منظمـــة‬       ‫حاجة ماسة لتعظيم الجهود المبذولة‬
‫ُيصبـــح التصـــدي لانتشـــار فيـــروس‬           ‫الصحـــة العالميـــة أن فيـــروس كورونـــا‬       ‫لحمايـــة الســـجناء من الفيـــروس‪ ،‬ليس‬
‫كورونـــا داخـــل المؤسســـات الإصلاحية‬          ‫بـــات «وبـــاء عالم ًّيـــا»‪ ،‬وذلـــك بســـبب‬   ‫فقـــط بســـبب الضـــرورات الأخلاقيـــة أو‬
                                                 ‫ســـرعة تفشـــي العـــدوى واتســـاع‬              ‫الحقوقيـــة‪ ،‬ولكـــن ذلـــك مـــرده أي ًضـــا‬
                  ‫مســـألة أكثـــر إلحا ًحـــا‪.‬‬  ‫نطاقهـــا‪ ،‬وكذلـــك القلـــق الشـــديد إزاء‬      ‫إلى مجموعـــة من العوامـــل والاعتبارات‬
                                                 ‫«قصـــور النهـــج الـــذي تتبعـــه بعـــض‬
                                                 ‫الدول على مســـتوى الإرادة السياســـية‬                            ‫العمليـــة والسياســـية‪.‬‬
                                                                                                  ‫وبالنظـــر إلـــى أن فيـــروس كورونـــا‬

‫‪105‬‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110